Thursday, September 27, 2012

ندي ياسين تكتب عن تجربتها مع الختان


ختانى أول خطوة فى قتل إنسانيتى

يعنى إيه ختان ؟
يعنى مشرط/ يشرط ويقطع قطعة من جسدك لمجرد أن شخص ما فى اعتقاده إنك خطر على نفسك وأن شهوتك الملعونة لابد من قتلها قبل أن تنالك لعنتها، يعنى رجل أو إمرأة يتحكمون فى مصيرك وانتى مجرد جثة بين أيديهم ينهشون فيها تحت مسمى الخــتــــــــــــان … يعنى انتهاك مباشر لجسد طفلة كل ذنبها فى الحياة هو أنها خلقت أنثى !!!!

الختان أولى صور انتهاك المرأة وليست بأخرها فمنذ أن بدأت فى البلوغ والتفكير فى كل ما مررت به كأنثى، أحسست إنى دائما فى دور الضحية…
(ختان /تحكم ذكورى /تفرقة من المجتمع والأسرة /تحرش/ أداه للجنس /…/…)

وفي كل مرحلة من مراحل عمرى بتأكد أن الدور ممتد ولم ينتهي بعد. وبالرغم من حصولي على البطولة وبجدارة إلا إني أسعى إلى تجسيد دور جديد غير الضحية …

نرجع للختان … كل مرة كنت بقرأ فيها عن الموضوع ده كنت بقرأ لحد بيتكلم عن شخصية أخرى ربما تكون حقيقة وربما تكون مستوحاااه … ولكنى قررت أتكلم بنفسى عن تجربتى مع الختان … أيوة أتكلم عن نفسى وأقول أنا إتختنت … وأحكى بنفسى أنا حسيت بأيه وأنا في الدور العظيم ده …

بطلة الختان الانثوى لمسلسل حياتي

يلا نقول بسم الله الرحمن الرحيم واستعدوا بقى لتجربتى، كله يجهز مناديله فى إيده علشان الدموع والحاجت دى … أنا مش هتفذلك وأقول إني كنت طفلة عبقرية بقى وفاهمة كل حاجة وكنت رافضة موضوع الختان دا وشيفاه انتهاك لحريتى، جسدى، إنسانيتي وطفولتى ولا أى حاجة من دى خالص، أنا كان ليا موقف مختلف 
كنت بقضى أجازة الصيف عند أهل ماما فى المنوفية !! وبصرف النظر يعنى عن المنوفية ومشكلتنا كلنا معاها إلا إنى كنت بحب قوى أروح هناك .

المهم كنت ف سن ال 10 او ال 11 سنة، لكن جسمى كان أكبر من سنى يعنى بالبلدى كدا كان جسمى فاير ودا طبعا عيب وغلط ومعناه عندهم إن البنت دى هتفجر بدري وعيارها هيكون فالت …
كنت بستغرب قوي لما اروح هناك ومراة خالى تلبسنى واسع وده كان لسببين علشان أكون عادلة برضه :
السبب الأول: لأن جسمى فاير يعنى معالم الأنوثة كانت هاه بدأت تظهر.
والسبب التانى: علشان متحسدش من عيون الناس وده مش علشان الجمال لا خااالص ده علشان جسمى بس!!!
المهم فى يوم سمعت خالى الكبير بيقول لمراته البت دي جسمها فاااااار ولازم نطاهرها عشان نحميها !!! وبعدها ندالي وقالى ايه رايك بقى نطاهرك ؟؟
انا بصراحة مكنتش عارفة يعنى إيه، بس هو أغرانى جدا هيجبلى حلويات وأكل لوحدى وهيخلينى أروح معاه الغيط وألعب …
المهم وافقت ومراة خالى راحت تجيب الست اللى بطاهر البنات (تختنهم) 
.. فاكرة اليوم بكل تفاصيله
الست كانت طخينة وهدومها مش نضيفة خالص وحامل وتعبانة جدااااااااا وأول ما دخلت قالت
خلصيني عشان سايبة الأكل على النار، وورايا شغل فى الغيط!!!

قالتلها : هنادي أم سلامة وأم محمد عشان يساعدوكي، مش عارفة ليه وقتها حسيت إنى زى الفرخة اللى دايما بتجيب حد يمسك رقبتها علشان تدبحهااااا…

بعدها دخلت القوضة ولبست جلابية جديدة كانوا جيبنهالى علشان لازم اتختن بجلبية بيضة وجديدة، لبستها وقعدت على السرير مستعدة للختان اللى معرفش إيه هو؟؟!!! دخلوا الأربع ستات … الست اللى بطاهر دى ومرات خالى واتنين جيرانها. وقتها كان كل اللي شاغل بالى إنى مش عايزة أقلع هدومي قدامهم ولأتنى بقولها بصوت ضعيف محدش يمسكنى أنا مش خايفة بس محدش يجى جنبى لاقيتهم بيضحكوا ويلا بطلى دلع المصراوية ده !!!!!! وفجأة كتفوني وبدأت أخااااف جدااااا وأحس بجد إنى بدبح وبدأت اصرخ اصرخ قووووووى، بس مش من الوجع خااالص أنا مش فاكرة إنى أتوجعت من المشرط المصدي ولا من شكل الدم الكتير!!
يمكن علشان من كتر الممارسة الست دى بقيت ماهرة فى القتل والانتهاك والتجريف!!
ويمكن لأن وجعى إن حد شاف جسمي وشاف جزء حساس بالنسبالى، وإن حد مكتفنى وجابرنى على حاجة أنا مش فاهماها.. كاااان ألمه أكبر مليون مرة من ألم المشرط ومن جسمي المرمي على السرير زي الفرخة المدبوحة …
وفعلا تم الختان بنجاح ومجراليش نزيف ومحاستش إن فى جزء من جسمي ناقص
… لكن الشهوة الملعونة اتقتلت فيا!!!!

من وقتها وانا مبعرفش أكلم الناس دى وبجد كل ما أشوفهم بحس إنى ليا حق عندهم، ومن بعدها كرهت أقضى أجازة الصيف هناااك وعرفت إنى كأنثى شخص موبوء

يمكن مموتش … لكن حاجات كتييييرماتت جوايااا
كنت أول مرة أحس إنى ضعيفه، وممكن لأى شخص يشوف جسمى ولو غصب عنى … إني اتعريت، وشخص ما جردنى من طفولتى … و حسيت إن فيا حاجة وحشة، وإنى غير كل الأطفال وأنهم علشان كدا بيختنونى زى الفرخة الللى مرضت فقرروا يدبحوهاااااا …

ورغم إن الموضوع بقاله كتير جدا إلا إني فاكرة أول خطوة حصلتلى فى قتل إنسانيتى فى مجتمع جااهل مريض معتقد أن جسدى وباااء ويجب الحد من انتشار مرضه وكل فرد في مجتمعى يخترع لقمعى والحد من مرضي الملعوون كأنثى وبدأوا يتفننوا فى قمعى وقهرى بأسم الدين والعادات والتقالييد والشرع …
وما عرفته بعد ذلك أن صديقاتى الغيير مختونات طبعيين جسديا ونفسيا … جسديا لأنهم لم يتعرضوا للخطورة بسبب جهل المجتمع وغباء الأخريين .. ونفسيا لأنهم لم يفقدوا طفولتهم مبكرا. وأن الختان لا علاقة له بالشهوة، وما هو إلا عادة سيئة تدل على جهل المجتمع وصورة من صور قمع المرأة وتشويهها.
دى كانت حكايتى مع الختان يمكن تكون أقل بكثير من الانتهاكات اللتي تشهدها الفتيات بسبب جهل المجتمع لكنها سببت لى الكثير من المشاكل .
Nada Yaseen

فيلم دنيا - مشهد ختان ياسمين